السكن مع أهل الزوج
فالسكن مع أهل الزوج فيه إيجابيات كثيرة قد يغفل عنها أو لا يستشعرها الزوجان في البداية، منها علي سبيل المثال :
- السكن مع أهل الزوج يوفر الأمن والتعويض النفسي للزوجة حال غياب الزوج سواء في العمل أو في الديوانية .
- يشكل السكن مع الأهل جواً اجتماعياً للزوجين وأبناءهما ، إذ تبين أن وجود الأحفاد في أسرة يكون الجد والجدة فيها علي قيد الحياة يمثل قوة نفسية للأطفال .
- السكن مع أهل الزوج يؤمن احترام الزوج لزوجته وعدم هضم الحقوق تجاهها ، فمن خلال عملي اليومي بدأت أرصد وجود علاقة واضحة بين السكن بعيداً عن الأهل وبين التأخر خارج البيت عن الأسرة ، كذلك اتضح لي أن أولئك الذين يستخدمون الضرب أسلوباً للتعامل مع زوجاتهم معظمهم كانوا بمسكن مستقل ، وإقامة الزوجين في منزل إحدي الأسرتين صمام الأمان لعدم الإقدام علي العنف الأسري .
أما السلبيات الخاصة بالسكن مع أهل الزوج فهي :
عدم القدرة أحياناً علي التأقلم مع البيئة الخاصة بأسرة الزوج من جهة ، وعدم القدرة علي التحاور والتعايش مع أفراد الأسرة من جهة أخري ، وخاصة أم الزوج أو أخواته .. وعدم تحمل كلا الزوجين للمسؤولية بشكل كامل نظراً لكونهما جزءاً من نسق أسري كبير .
السكن مع أهل الزوجة
يتمثل في سكن الزوج مع أهل الزوجة : وهذا يظهر عادة في حالتين : الأولي حين يتزوج إنسان فتاة وحيدة في أسرتها ، وقد تظهر في الزواج الثاني للزوج إذ تفضل الزوجة السكن مع أهلها وعدم المشاركة المرأة الأولي في السكن .
وفي تصوري أن هذا النمط من السكن يجعل الزوج يعيش كالضيف بل يصبح أقل قيادة لأسرته وفي حين أخر قد يتمادي الزوج ليتخلي عن مسؤولياته ، فكم من الأسر فيها الزوج يدخل ويخرج وكأنه في فندق خمسة نجوم والسبب أن الإيجار لا يتحمله والمأكل والمشرب عادة ما تتحمله الزوجة أو أهلها .
ولهذا فأنصح الفتاة التي تسكن عند أهلها أن تكتب عقد إيجار حتي يقوم الزوج بتحمل مسؤولياته وإلا فإن الزوجة ستجني النتائج السيئة لذلك لاحقاً .
السكن المستقل
وهو السكن المستقل، فأقول إن السكن المستقل لا يعني بأي حال من الأحوال الاستقلالية وعدم تدخل الأهل، ففي دراستي لأسباب الطلاق تبين ارتفاع نسبتها بين المتزوجين الذين يعيشون مستقلين، وبالتالي فالسكن المستقل ليس بالضرورة صمام أمان لعدم تدخل الأهل، بل إن خلاصة ما وصلت إليه أن القوة وتحديد الحدود الزوجية أمر بين الزوجين فقط، إذ لا يجرؤ إنسان علي التدخل في حياتهما في أي مكان سكنا فيه إلا إذ رأي منهما تسليماً أو إذناً، وإلا لعرف الجميع الحدود ولظهر التوازن بين حقوق الأهل وواجبات الزواج.